﴿ فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا
﴾ ، ” كل مولود يولد على الفطرة ” حديث.. أي التوحيد ، ويقول ابن مسعود : ”
عودوهم الخير فإن الخير عادة ” ، حقًّا بالتلقين والتعويد يتحول الخير إلى
عادةٍ سهلةٍ متأصلةٍ في النفس ، مع توفير البيئة الصالحة والتربية الصالحة
وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ” أدبوا أولادكم على ثلاث خصال…” ،
والأدب هنا التعود أي ” عودوا ” .
لذلك يجب حسن اختيار المعلمين والمربيين ؛ لأن الأولاد سيعتادون ما يفعله المدرس أو المربي
التربية بالعادة في الكبار: (سن البلوغ فما فوق) منهج الإصلاح لهم :
1- الربط بالعقيدة : مراقبة الله تعالى له واستشعار
عظمته في كلِّ الظروف والأحوال ، فلا يكون عبدًا لشهواته ؛ لأنه يُقوِّي في
نفسه الإرادة الذاتية فيندفع لطاعة الله وينصلح حاله .
2- تعرية الشر: والنفور من الفساد وانفضاح الباطل ؛
لأنها تؤدي بالفرد والمجتمع إلى أسوأ النتائج ، وأن يكون عنده اطمئنان في
نفسه بهجر الباطل والمنكر فيتركه عن قناعة .
مثال: الخمر والمخدرات والسجائر و….إلخ .
3- تغيير البيئة : إذا استلزم ذلك فإنها عامل مؤثر
كبير على الأولاد كتغيير السكن ، المدرسة ، مثل الهجرة من مكة إلى المدينة ،
الرجل الذي قتل مائة نفس ، فسأل هل من توبة ؟ فكان الجواب انطلق إلى أرض
كذا.. فإن بها أُناسًا يعبدون الله ولا ترجع إلى قومك فإنها أرض سوء ، حديث
الرسول – صلى الله عليه وسلم : ” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم مَن
يخالل ” .
التربية بالعادة في الصغار :
بالتلقين والتعويد ؛ ويكون التلقين في الجانب النظري ، والتعود في الجانب العملي .
سن الطفولة أكثر سن عنده قابلية للتلقين والتعويد ؛
لذلك يجب أن نُركِّز على تلقين الطفل الخير وتعويده عليه منذ أن يعقل ويفهم
” افتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله ” ، وتعويده أن يؤمن في
قراره نفسه أن الخالق هو الله عندما ينظر إلى السماء أو إلى زهرة أو إلى
المخلوقات.. وهذا هو الجانب العملي .
كذلك حديث الصلاة ” مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء
سبع سنين…” تعليمه كيفيتها وملاحظتها حتى تصبح عادةً ويعملها برغبته فهي
صلة بالله .. هذا هو الجانب العملي . والطفل كالنبتة الصغيرة اللينة ، يسهل
إصلاحها ، أما إذا جفَّت فيصعب بعد ليها .
أسلوب التعويد :
أ- التدرج في الأمور كالوضوء والصلاة.. إلخ .
ب- التشجيع بالكلمة الطيبة وإظهار الرضا على الولد فإنها تُؤثِّر في نفسه جدًّا .
جـ- منح بعض الهدايا أحيانًا وليس دائمًا حتى لا يعمل العمل كل مرة وينتظر الهدية.
د- الترغيب والترهيب .