الأخوة في الله:
أحب أن أبدأ بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال: "أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله" [السلسلة الصحيحة 998]
وهذه علائم العقيدة الخالصة لوجه الله, لا أخوة المنافع الزائلة ولا أخوة غايات الدنيا.
وقد رحب الإسلام بمشاعر الصداقة النقية، وقال عمر رضي الله تعالى عنه (عليك باخوان الصدق فعش في أاكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء).
والمتحابون في الله لهم منازل الصديقين يوم القيامة قال صلى الله عليه وآله وسلم "إن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء، يغبطهم الأنبياء والشهداء" قيل: من هم؟ لعلنا نحبهم؛ قال: "هم قوم تحابوا بنور الله، من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس" ثم قرأ: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [صحيح الترغيب 3023]
والحب في الله دليل نقاء وكمال قال صلى الله عليه وآله وسلم "ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حباً لصاحبه" [السلسلة الصحيحة 451]
وأخبرنا صلى الله عليه وآله وسلم أن زيارة أخ في الله على محبة وشوق موجبة لمحبة الله للعبد فقال "أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، قال هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا؛ غير أني أحبه في الله، قال: فإني رسول الله إليك إن الله قد أحبك كما أحببته فيه" [صحيح الترغيب 3017]
لذلك أنا أرى أن على المرء أن ينتقي أصدقائه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم "الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" [السلسلة الصحيحة 927]
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم "ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك، إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه، ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير، إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه" [صحيح الترغيب 3065]
وهذه نقطة مهمة جداً، فوجودنا في مجلس فيه معصية مدعاة لغضب الله علينا ولو لم نرتكب نحن هذه المعصية.