الفراغ الأخلاقي
إن الأزمة التي تشتكي منها المجتمعات الغربية بعد الانفتاح السيئ
في الإباحية من الفراغ الأخلاقي؛ بل انعدام الأخلاق، وظهرت بوادر هذا الفراغ في
المجتمعات الإسلامية، جاء ذلك في التحذير الذى أطلقه القسيس البريطاني مايكل نظير:
إن انخفاض تأثير النصرانية في بريطانيا من شأنه أن يدمر الدولة
البريطانية، ويتسبب في وجود فراغ أخلاقي لا يسده سوى الإسلام
فهذا القسيس رغم عدائه الشديد للإسلام وتحزير الكنيسة من انتشاره، إلا
أنه صرح بأن الفراغ الأخلاقى لا يسده إلا الإسلام، فهل يعي الغرب ذلك؟! بل
هل يعي كل مسلم بأن في إسلامه مؤسسات ومبادئ ودعائم للأفراد والمجتمعات
الأخلاقية التي بعث النبى صلى الله عليه وسلم لإتمامها؟! هل يعي كل مسلم أن
في إسلامه تطويرا للذات وتهيئة لها لكل خلق فاضل نبيل، وحقائب التربويين
والمدربين ينبغي أن تملأ بتلك القيم والمبادئ التي أسسها الإسلام
إن قضية الأخلاق عامة، وأخلاقه صلى الله عليه وسلم خاصة قد أخذت محل الصدارة
من مباحث الباحثين وتقرير المرشدين، فهي بالنسبة للعموم أساس
قوام الأمم، وعامل الحفاظ على بقائها، كما قيل
إنَّما الأممُ الأخلاقُ ما بقيتْ ... فإنْ هم ذهبتْ أخلاقهم ذَهبوا
وقد أجمل صلى الله عليه وسلم البعثة كلها في مكارم الأخلاق في
قوله صلى الله عليه وسلم:
((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))