بسم الله الرحمن الرحيم
يدعي
كثير من الناس محبة الله عز وجل ومخافته أيضا ، ولست هنا لأكذبهم أو
أصدقهم فيما ادعوا ، لكن دعنا ندلل على صدق دعواهم من خلال معرفة أحوالهم
مع الصلاة التي هي عماد الدين ((الصلاة عمود الدين من أقامها فقد أقام
الدين ومن هدمها فقد هدم الدين)).
حيث قال الله تعالى " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " النساء أي محددة بوقت .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أحب الأعمال إلى الله : الصلاة لوقتها ، ثم بر الوالدين ، ثم الجهاد في سبيل الله )) متفق عليه.
وعلى
ذلك فإن من يدعي محبة الله عز وجل ، يجب عليه أن يدلل على كلامه بالعمل لا
بالقول فقط ، ومن هذه الأعمال المحافظة على الصلاة في وقتها ، لأنها أحب
الأعمال إلى الله .
فهل من ينام عن صلاة الفجر ويؤخرها حتى تخرج عن وقتها صادق في محبته ؟
لقد
حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ترك الصلاة " لا تترك الصلاة
متعمدا، فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله " رواه
الإمام أحمد في مسنده.
وتوعد الله سبحانه وتعالى – والله لا يخلف
الميعاد - أولئك الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها فقال " فويل للمصلين الذين
هم عن صلاتهم ساهون " وقالوا: الويل هو واد في جهنم .. بعيد قعره .. شديدة
ظلمته .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : ( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته ، فإن
صلحت فقد أفلح وأنجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر ، فإن انتقص من فريضته شيئا
قال الرب تبارك وتعالى : انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من
الفريضة ، ثم يكون سائر علمه على ذلك ) رواه الترمذي والنسائي .
أخي الكريم : هل ترى صلاح صلاتك التي تؤخرها عن وقتها ؟
- إذا أجبت بنعم ، فراجع إيمانك !!!.
-
إذا أجبت بلا ، فهل فكرت وتدبرت في معنى الآية الكريمة وفي وعيد الله (
الويل الذي ينتظر من يؤخر الصلاة ) ، وهل تفكرت في معنى الحديث " وإن فسدت
فقد خاب وخسر" أخشى أن ينطبق عليك قول الله عز وجل " وقدمنا إلى ما عملوا
من عمل فجعلناه هباء منثورا ".
وإذا سألك الله عز وجل عن سبب تأخيرك
لصلاة الصبح فبماذا ستجيب ؟ لا أظنك ستجد إجابة ، إلا إن تتوب إلى الله
وتحافظ على الصلاة في وقتها .
أخي الكريم : إن كنت تحب الله فدلل بأفعالك لا بأقوالك ،
" ياأيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، كبر مقتا عند الله إن تقولوا ما لاتفعلون " الصف
وإن كنت تخاف من الله فاجتنب ما نهى عنه الله .
إن
كنت تدعي محبة الله ، ولا تحافظ على الصلاة في وقتها فأنت تخدع نفسك ، لأن
الذين يحبون الله هم الذين قال الله فيهم " والذين هم على صلاتهم يحافظون "
وهم الذين قال فيهم " وبالأسحار هم يستغفرون "وهم الذين " تتجافى جنوبهم
عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون "
نعم هؤلاء يحبون الله ، أما أنت فكن صادقا وحاسب نفسك قبل فوات الأوان .
وفي
الأثر المعروف عن الفاروق رضي الله عنه كما عند الترمذي: ((حاسبوا أنفسكم
قبل أن تحاسبوا وتزينوا للعرض الأكبر وإنما يخف الحساب يوم القيامة على من
حاسب نفسه في الدنيا)) .
أخي الكريم إذا تأخر الموظف عن عمله بشكل مستمر
فإن رب العمل سيلفت نظره بلا شك، وإذا تكرر ذلك كثيرا من الموظف فستكون
النتيجة هي الطرد من العمل .
فكيف حال من يؤخر صلاة الفجر حتى تخرج عن وقتها كل يوم ولا يبالي ؟
أخي
الكريم إنك لن تذوق حلاوة الصلاة طالما أنك تؤخرها عن وقتها ، لذلك أخي
الكريم بعد أن قرأت هذه الكلمات المتواضعة ، فإنها كافية لكي تذكرك ، لأنك
لاتحتاج سوى إلا الذكرى ، لذلك دعني أذكرك بآخر وصية للرسول صلى الله عليه
وسلم قبل وفاته حين أوصانا : ( الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم ) .
لذلك
آن الآوان لكي ننبه أنفسنا ، ولنعقد العزم ، فلن نؤخر صلاة الفجر بعد
اليوم بإذن الله مستعينين بحول الله وقوته ، ولنتذكر أن الله معنا " والذين
جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ، وإن الله لمع المحسنين " العنكبوت .
أخي الكريم : اتق الله فيما بقى يغفر لك ما مضى .
هيا أخي الكريم "انهض من سباتك ، وتدارك ما فاتك ، وحافظ على صلاتك ، تنعم بحياتك .
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
" رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء "
هذا وما كان من صواب فمن الله .. وما كان من زلل أو خطأ فمن نفسي أو الشيطان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
"
س : سؤال من : ح . ص . ج- من الرياض يقول : أنا حريص على أن لا أترك
الصلاة غير أني أنام متأخرا ، فأوقت منبه الساعة على الساعة السابعة صباحا-
أي : بعد شروق الشمس- ثم أصلي وأذهب للمحاضرات ، أما في يومي الخميس
والجمعة فإني استيقظ متأخرا أي : قبل صلاة الظهر بساعة أو ساعتين- وأصلي
الفجر بعدما أستيقظ ، كما أنني أصلي أغلب الأوقات في غرفتي في السكن
الجامعي ، ولا أذهب إلى المسجد الذي لا يبعد عني كثيرا ، وقد نبهني أحد
الإخوة إلى أن ذلك لا يجوز ، فأرجو من سماحة الوالد إيضاح الحكم فيما سبق ،
جزاكم الله خيرا ،
ج : من يتعمد ضبط الساعة إلى ما بعد طلوع الشمس حتى
لا يصلي فريضة الفجر في وقتها ، فهذا قد تعمد تركها في وقتها ، وهو كافر
بهذا عند جمع كثير من أهل العلم كفرا أكبر- نسأل الله العافية- لتعمده ترك
الصلاة في الوقت ، وهكذا إذا تعمد تأخير الصلاة إلى قرب الظهر ثم صلاها عند
الظهر ، أي : صلاة الفجر . أما من غلبه النوم حتى فاته الوقت ، فهذا لا
يضره ذلك ، وعليه أن يصلي إذا استيقظ ، ولا حرج عليه إذا كان قد غلبه النوم
، أو تركها نسيانا ، مع فعل الأسباب التي تعينه على الصلاة في الوقت ،
وعلى أدائها في الجماعة ، مثل تركيب الساعة على الوقت ، والنوم مبكرا .
أما
الإنسان الذي يتعمد تأخيرها إلى ما بعد الوقت ، أو يضبط الساعة إلى ما بعد
الوقت حتى لا يقوم في الوقت ، فهذا عمل متعمد للترك ، وقد أتى منكرا عظيما
عند جميع العلماء ، ولكن هل يكفر أو لا يكفر؟ فهذا فيه خلاف بين العلماء :
إذا كان لم يجحد وجوبها فالجمهور يرون : أنه لا يكفر بذلك كفرا أكبر "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل