رغم أن الانحراف الأخلاقي لبعض الفتيات والنساء في المجتمعات العربية يعتبر
ظاهرة منتشرة إلا أنها تلقى الكثير من الإهمال في المعالجة وتحديد الأسباب
نظرا لحساسية هذه القضايا .
هناك الكثير من الأسباب التي يتعرض لها المختصون والتي تؤدى لانحراف
الفتيات .. منها التربية والعنف وغيرها .. ولكن ما لفت انتباهنا هو الدراسة
العربية التي أجريت مؤخرا ..
أرجع مدير مركز التنمية الأسرية الدكتور خالد الحليبي انحراف الفتيات ،
مبينا ذلك بقوله “إن الفتاة تنحرف بسبب الضغط النفسي المنزلي، ثم تجد
العقوبة الشديدة ــ التي قد تصل إلى القتل ــ من البيئة التي تسببت في
انحرافها، وترى في الوقت نفسه من انحرف بها أول مرة ــ وقد يكون من المنزل
أيضا ــ يعيش منعما ومحترما ومقدرا، وهي لا تستطيع أن تعيش بشكل جيد، بل
تلعق القهر والمهانة كل يوم”
وأن العوائد النفسية على الفتاة لصوق النظرة السوداوية في عينيها، حتى لا
ترى ما يستحق العيش من أجله، وتفقد ثقتها في الرجال، وتعتقد بأن الحياة
كلها ذئاب مفترسون
مشيرا إلى أنه مجرد الاختلاء لمرة واحدة يكفي أن يجعلها تدخل في دوامة من
القلق الحاد على مستقبلها المهدد بالفضيحة عند الزواج، فتبدأ برفض الزواج .
ولفت الحليبي إلى أن بعض هؤلاء البنات كن ضحايا لصديقات فاسدات أخذن
بأيديهن للفتنة والرذيلة، فإذا الواحدة منهن قد فقدت ما لا يمكن تعويضه،
فتنهار، وتتبدل الحياة في وجهها .
وأضاف الباحث الاجتماعي فقد اتصلت بي مجموعة من الفتيات اللاتي وقعن في
الانحراف ، فكان المآل هو وقوعهن في حمأة الخطيئة، فكثيرات يقعن بأمراض
نفسية خطيرة منها الاكتئاب، واضطراب الشخصية، والخوف المرضي الدائم، والفشل
وبغض الحياة .
رأى إيف أرابيا: بالطبع العوامل والضغوط النفسية تعد من أبرز أسباب انحراف
الفتيات .. ولكن مهما كانت الأسباب فالرعاية الخاصة بالفتيات والمراقبة
الغير مباشرة لهن تقي من شر تلك الأفعال .. لذلك علينا أن نسرع في معالجة
الأخطاء إذا شعرنا بأي انحراف بسيط ..
وبالنسبة للفتاة .. إن كثير من الفتيات لديهن أزمات في المنزل وعنف ..
ولكنهن يتحدين تلك الصعاب وينجحن في حياتهن .. فإذا كان الوضع من حولك خاطئ
فحاولي أنتِ تصحيحه بدل من تزويد هموم حياتك وحياة من حولك .