أي يُلاحظ ويُراقب في كلِّ حركاته وسكناته وأقواله
وأفعاله واتجاهاته ، إن رأى خيرًا شجَّعه وإن رأى شرًّا نهاه ويُبيِّن له
العاقبة ، ولا يغفل عنه وأن يتعهده ويهتم به في كلِّ جوانبِ التربية
دينيًّا وصحيًّا وعلميًّا واجتماعيًّا ونفسيًّا وخلقيًّا فهو مسئولٌ عن
رعيته ، قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ
وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ أي بالأمر
والنهي والمراقبة والملاحظة والملاحقة ، ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ
وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ ، حديث الرسول: ” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
“، ” أدبوا أولادكم على ثلاث خصال…”.
ويلاحظ الجانب العملي للموعظة من وضوءٍ وصلاةٍ ، وحسن
خلق من صدقٍ وأمانة وحفظ اللسان حتى تؤتي الموعظة نتائجها بالملاحظة ، وكل
ما عوداه ووعظاه .. وهذه الملاحظة من الصغر في أثناء الطعام والكلام
والأفعال والجلوس والنوم والعبادة والمذاكرة والخروج والدخول ؛ وذلك يشمل
جميع أبناءه في نفس الوقت ، مثلاً الأم في المطبخ وتعلم أن ابنها يذاكر
والآخر ذهب إلى مكان كذا ، والابنة تعمل كذا.. فلا تغفل عنهم لحظةً وهم
يشعرون بهذه المتابعة وهذا الحرص وأنه لمصلحتهم .