إ
ن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ

وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "

أرسل إلينا أمام المرسلين فجعله رحمة للعالمين،مدح خلقه،وأبعد الهوى عن نطقه

فقضى به وحيا يوحى على لسانه بأمر ربه بأوضح بيان وأفصح لسان،ما ترك شيئا يقربنا من الجنة إلا أمرنا به ،

وما ترك شيئا يقربنا من النار إلا حذرنا منه،فسنته هي الدرب الوحيد لصراط ربي المستقيم

كانت الدنيا بما فيها ملكا له

لكنه آثر عليها صفة أعظم بها من صفة وسمه ربه بها فكانت أعلى مقاما وأرفع شانا.

آثر عبودية ربه حبا وخشية،رغبة ورهبة،تفيض عيناه بالدمع من سماع كلام ربه،

بل قال" شيبتي هود وأخواتها"فهيا إلى رحابها نستنشق من نفحاتها علّنا نتعرض

لنفحة نذرف بها دمعة نستظل بها في ظل عرش الرحمـــٰن يوم لا ظل إلا ظله.

استفتحها الكريم المنان بمدح كتابه وآياته" الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ"

أي نُظمت وترابطت تنظيما من غير خلل وترابطا من غير انقطاع،كل سورة تُسلم إلى الثاينه،

كل آية إلى التاليه،حتى أخر آيه يكتمل عبيرها بأول آيه،ومع الإحكام جاء التفصيل

أحكاما وأمثالا،قصصا وأخلاقا عبرا وأدابا،من رب حكيم وضع الأمور في مواضعها،لخبرته

بظواهر الأمور وبواطنها،من رأه وقرأه عرف أنه ليس من كلام البشر ،ولا يعلو عليه خبر

،فيخشع له قلبه،وتدمع له عينه،وتستجيب جوارحه تسليما لأمر ربه عبادة وخشوعا لهذا أحكمه وفصله

،حوت قصصا لمن سبقنا من الأمم جاء بعضها مفصلا والبعض مجملا،بالرغم من وجودها

في سور أخرى إلا انها حملت معها أريجا عبقا يفوح عطره رغبة فيما عند الله ورهبة من عذاب الله،

ووصفت حال الأم في تربعهم على عرش النعم فنسوا من بيده أمرهم وإليه مآلهم

أتتهم رسلهم حاملة النذير من شؤم النعم اذا كانت في غير رضى ربهم،مبشرة بدوامها

اذا كانت في طاعة معبودهم،فكان منهم الامر المعهود ممن غلب على قلبه الجحود ونسى

سبب كونه في الوجود ومن اليه مأله بعد عمره المحدود،فأثنوا صدورهم واستغشوا ثيابهم إصرارا واستكبارا،

فنكل بهم تنكيلا وكان أخذه لهم أليما شديدا،آيه وعبره لمن خشى ربه وخاف عذابه وبطشه في يوم مجموع وميعاد مشهود

أخره بعلمه وقدره الى أجل معدود،لايُشفع فيه الا بامره ولالاتتكلم نفس الا باذنه،فجاء الناس فريقان شقي بعمله

وخزيه فما ظلمه ربه وما نقصه حقه بل وفاه بعدله على ما بق من عمله،وفريق سعيد بفضل ربه فقد أتم له النعمه وأجزل له

المنه،فاذا كان هذا هو المآل فاسمع ايها الرسول لامر ربك كما امرك

"فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"

فاستقم كما امرك ونهاك وسطا واعتدال من غير تقصير او تفريط ومن غير تجاوز او افراط

فقد وضع لك حدا ورسم لك منهاجا فلا تحيد عنه يمنة او يسرة،وهذا ليس لك فقط بل

لكل من اسلم واستسلم وتاب واناب لرب الارباب

فهو باحوالكم خبير وبكل ما تقدموه بصير يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور.كانت هذه الاية

كما قال بن عباس رضي الله عنه:ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد من هذه الايه،

لذا عندما سأله الصديق رضي الله عنه في سبب اسراع الشيب اليه صلوات ربي عليه قال

"شيبتني هود وأخواتها"فكانت وصيته لمن سأله عن قول لا يسأل احد بعده

فرد عليه بقوله"قل أمنت بالله ثم استقم"ايمانا واعتقادا قولا وعملا،

وهذا حقا امرا صعب المنال الا لمن يسره ربه عليه ووفقه له.ودليل استقامة الايمان

استقامة القلب على الاخلاص والمحبة والخشية والانابة لله عز وجل وسجوده

عند عرش ربه بالرغم من وجوده على الثرى،ودليل استقامة القلب استقامة اللسان على ذكر الله

والانشغال بامر نفسه والبعد عن الغيبة و النميمة،بل يتعلق بما تقلق به قلبه،

وليعلم انه القائد اذا استقام استقامة الجوارح،فانها كل يوم تكفره وتقول له

"اتق الله فينا فانما نحن بك،ان استقمت استقمنا، وان اعوججت اعوججنا"

اخوتي في الله الوصول للقمة صعب !وأصعب منه الحفاظ عليها!!!

فسهل علينا القول !لكن صعب العمل!!وسهل العمل مرة ومرة!لكن صعب الاستمرار والمداومة عليه!!!

خير العمل عند الله تعالى أدومه وان قل،فلنحافظ على عهدنا مع ربنا ولو بالقليل حتى

لا تكل أو تمل النفس وإن رأينا منها هذا فلا نرغمها حتى لا تموت روح عملنا

ولكن علينا أن نأخذها إلى رياض السنة،وسيرة الصحابة ونمنيها بمن سبقها وما أعد لها،

ولنلجأ إلى الله تعالى فهو وليها ومولاها ومن بيده أمرها،ويعلم سرها ونجواها

ولا ننسى أن الصعود إلى العلياء يحتاج لمهة عالية.............. فمن لها الأن؟؟؟؟

في رعاية الله وحفظه