ما ابشع المجاملات حينما تكون خارج نطاق التشجيع السليم
و بناء الهمم
فقد يكون المرء مقدماً على الهلاك دون ان يشعر
و ذلك لسبب قيامة بأعمال خارجة عن نطاق العقل و الفطرة السليمة
التي تلاشت لإصغائه المفرط لجوقة المصفقين و المجاملين .
فالمجاملة نفاق مبرقع يخفي من ورائه المآرب و الأهداف الدسيسة
التي يراد منها القضاء على المصارحة الوجدانية و
إبقاء الإنسان راض عن مساوءه و عيوبه دون أن يكترث لما ينتظره في نهاية المطاف
, فكم من دولة بادت جراء الإنجراف وراء المجاملات و المداهنات فالبطانة السيئة
تزين للحاكم مساوءه و تستر عورات الـظلـم و الإستبداد و تكتم افواه الموعظة و الإرشاد فتجعل الحاكم يبحر في جنون العظمة ظناً بأنه يحسن صنعاً.
و يقول الباري عز وجل:
(الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)
قال تعالى :
( فلا تطع المكذبين ، ودوا لو تدهن فيدهنون )
قد يعتقد البعض بأن المجاملة تعزز من وشائج المحبة بين الأصدقاء
و هذا مع الأسف مفهوم خاطئ فقد يكون الأخ أو الصديق يدور في دوامة الخطيئة و الإستبداد مما يستلزم علينا الأخذ بيده و إنتشاله من تلك الدوامة فإن تركناه في ظلمه شاركناه في ج نس عمله
و الأخذ بيد المخطئ يكون بمصارحته بسوء عمله و ليس بمجاملته