أسعد الله ايامكم ولياليكم
,,,,
,,,
,,
,
علبة ُبيبسي فارغة تتدحرج في قلب الشارع، ترتطم بالرصيف وترسو هناك كـكثير من اخواتها العلب الفارغة المتناثرة..
شظايا زجاج ذات انياب مرعبة منتشرة هنا وهناك..
علب مشروبات ما زال بقايا محتواها يتدفق على الارض..
علب سجائر بالية متناثرة واسراب من اعقاب السجائر تتراكم في الحفر ..
أكياس معقودة الاعناق متكئة عند أبواب العمائر في داخلها بقايا من الوجبات السريعة..
قصاصات ورقية مهمله ومناديل تتطاير..
حاويات تغص بالقمامه تنتظر افراغها، ينبعث منها رائحة كريهة تسري في اجواء الحارة..
اينما تولّ وجهك تصطدم بتلك الصور المؤذية للمشاعر..
صور القاذورات والنفايات ومخلفات الاكل والشرب تكاد تحتل كل الاماكن التي نمر بها..
إلقاء المخلفات والقاذورات في الاماكن العامة مشهد متكرر ومنتشر ينم عن سلوك مذموم نعايشه وترصده اعيننا بين اللحظة والاخرى، يفسد علينا جمال البيئة النظيفه ويحرمنا متعتها..
من اين أتى كل ذلك؟
باستهتار وبلا مبالاه يشترك المشاة وراكبي السيارات في إلقاء قاذوراتهم وبقايا شرابهم واكلهم في كل مكان يرتادونه او يمرون عليه.. والبعض يذهب بعيدا عن عيون الناس وتحت جنح الظلام يفرغ شحنات من القمامة في ساحات المدينة المفتوحة..
ألم يصبح من المألوف مشاهدة مخلفات الناس متناثرة في الساحات وعند زوايا المباني وعلى امتداد الارصفة وفوق ساحات الحدائق الخضراء وفي الاحياء السكنية وامام مراكز التسوق والشواطئ وعلى الطرقات السريعة ومحطات الوقود وكل مكان نقصده؟؟
حاويات القمامة تمتلئ وتفيض وتتسع دائرة القاذورات المتناثرة حولها وتفوح رائحتها في الحارة الى ابعد مسافة..
كم مرة يتفاجأ قائد السيارة وهو منهمك بالقيادة على الطريق السريع بعلب المشروبات الفارغة او اوراق المناديل او شظايا السجائر المشتعله تتطاير في الهواء ترتطم بسيارته بعد القائها من السيارات الامامية..
لا يمكن ان يكون الناس الذين يلقون بمخلفاتهم في الاماكن العامة مختلفون عن اولئك الذين يأتون بالخدم لتكون بيوتهم نظيفه ولا يقبلوا الا بالرائحة الزكية فيها ويستاؤون من أي اوساخ او غبار يظهر في بيوتهم.. فكيف يقبلون ان تكون مدينتهم واحياؤهم وشوارعهم وشواطئهم بهذا النقيض لبيوتهم؟؟
بل هم نفس المواطنين الذين يـُبهرون بنظافة الدول التي يزورونها ثم يعودون يهذون للآخرين عن اعجابهم بنظافة تلك الدول وجمال مدنها المنسقه وسلوك الناس الراقي هناك في التخلص من المخلفات..هم نفس البشر الذين يساهمون في تشويه احيائهم ومدنهم بقاذوراتهم.. فكيف يلامس احساسك اثر النظافة ويصعب عليك تحقيق ذلك!
لا مبرر لهذا السلوك السلبي الشائع غير انعدام الاستشعار بمعنى النظافة في الاماكن العامة.. وما هذا الاحساس المفقود الا جانب من جوانب غياب الوعي العام بما يعكسه مظهر المدينة من اخلاق سكانها..
النفس البشرية ليست مجبولة على استحسان القبح ولكن الرضا بالتعايش مع صور القاذورات يؤلف العيون ويكيـّفها على مشاهدتها ويسلب النفوس القدرة على مجّها والاستياء منها..
وأسوأ من ذلك هو تطبيع النشأ الجديد على مشاهد القذارة والتعايش معها كجزء من الحياة!
أي حافز نحتاج لنكون مسئولين..
واي تربية نحتاج لنصبح واعين..
كي ندرك ما تعنيه نظافة شوارعنا واحياءنا واسواقنا؟
ألا نملك الشجاعة ان نتصرف فرادى ونبادر ان نكون قدوة في وضع القمامة حيث المكان المخصص لها ونكون ممن يبنون الرقي ويجعلون للجمال مكانا في نفوسهم لا يقبلوا تشويهه؟؟
,,,
وتقبلو فائق تقديري واحترامي