فرحة الكبار
لحظة الفرح..
لا تتكرر كثيراً..
ولا تدوم طويلاً..
ولا تظهر في أفق الإنسان
ولا تهبط عليه..
إلا في لمحة بصر..
فإما أن نغرق في
أحلامها.. وخيالاتها.. ومتاهاتها..
وإما أن تنقلنا إلى دنيا مختلفة..
أقرب إلى " الفجيعة"
أو إلى " الصدمة "
وإذا نحن فرحنا اليوم
ونسينا مصدر
تلك الفرحة غداً ..
فإننا نفقد بذلك
إنسانيتنا.. وآدميتنا..
ونتعاطى مع تلك اللحظة
ببرود نادر..
وبصفاقة لا نُحسد عليها..
والفرحة من هذا النوع
لا تصفعنا..
وإن أحيت بعد موات
الحسَّ الإنساني
في داخلنا..
وإن جعلتنا نشعر
بحاجتنا إلى التعبير عن الشكر
لمن منحونا الفرحة ..
وأسعدونا بصادق مشاعرهم..
ومودتهم..
وأن نقول لهم..
إن الفرحة نبع يتفجر
في داخلكم..
ويغطي كل مساحات الإحساس
النابض بالحب لكم
وتذكُّرهم والاعتراف لهم بالفضل
والفرحة
وإن كانت جارفة
في بعض الأحيان
طاغية في كل الأحيان
إلا أن دواعيها
تصبح هي الأقوى تأثيراً ..
والأعظم .. زلزلة
والأكثر .. تغلغلاً
داخل مشاعرنا..
لكن الفرحة المفتوحة
لا تعني أبداً
نسيان الماضي..
نسيان الآلام..
نسيان جراحات دامية
غارت في أعماق النفس..
وتوارت خلف مشاعرنا المقتولة
خلف رياحٍ عاصفة
كادت تلقينا في البحر
تغرقنا في الأحزان..
وتقتل فينا
كل معاني الخير ..
وتقتلع من داخلنا
أوتاد الصبر الراسخة..
لكن القلب الطيب
ويد الخير المعطاءة لدى الأخيار..
تمسح جراحات الأمس..
تضمدها.. بل وتُحرِّك فيها
طاقات هائلة مخزونة..
لصناعة ما هو فوق الأحلام.