لا تَلُمْ الآخرين
لما جاءت إبراهيم عليه السلام البشرى بالولد في سن كبير أبدى تعجبه فقال:}قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ{[الحجر:54]فقالت الملائكة:}بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ{[الحجر:55] قال عليه السلام}وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ{[الحجر:56].
إن الأمور وإن تعقدت، وإن الخطوب وإن اشتدت، والعسر وإن زاد، فالفرج قريب:
}حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ{[يوسف:110]ولا يغلب عسر يسرين:}فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا{[الشرح:5، 6].
إن الإنسان معرض في حياته لأنواع من الفشل في بعض التجارب، وحري أن يوقظ في نفسه روح الأمل، فيراجع نفسه باحثا عن أسباب الفشل ليتجنبها في المستقبل، ويرجو من ربه تحقيق المقصود، ويجعل شعاره، لا يأس مع الحياة.
إن هذا المسلك خير لصاحبة من إلقاء اللوم على الآخرين، مما يترتب عليه سوء الطبع والاتكالية، والانهزامية، ثم اليأس والانعزال.
قال ابن مسعود رضي الله عنه:(أكبر الكبائر الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله. وكان الصالحون يتقربون إلى الله عز وجل بقوة رجائهم وبعدهم عن اليأس).
هذا ذو النون المصري كان يقول في دعائه:اللهم إليك تقصد رغبتي، وإياك أسأل حاجتي، ومنك أرجو نجاح طلبتي، وبيدك مفاتيح مسألتي، لا أسأل الخير إلا منك، ولا أرجو غيرك، ولا أيأس من روحك بعد معرفتي بفضلك.
*فهلا دعوت ربك أيها المؤمن بقلب صادق موقن بالإجابة.