نظرات في الفكر الأحمدي القادياني
الطائفة الأحمدية القاديانية والتي ينتمي أتباعها للميرزا"وهو لقب يدعي للعلماء"غلام أحمد ذلك الهندي الذي ادعي النبوة منذ أكثر من 100 عام، هذه الطائفة كثيرا ما شغلتنا بأفكارها التي يقولون عليها بأنها الإسلام الحقيقي والسنة الحقيقية وأن الميرزا غلام أحمد نبي مرسل لهداية البشر..
في البداية أود التوضيح بأن هذا المقال ليس ردا علي أقوالهم فما أكثر من ردوا عليهم من المسلمين وبينوا للناس شذوذهم وعوار أفكارهم، ولكننا في هذا المقال سنخوض بإذن الله في طريقة تفكير هؤلاء الناس، فبعد ثورة الإتصالات أصبح بإمكان الفرد وبضغطة زر أن يحصل علي كافة المعلومات حول هذه الطائفة والتي سيتحدد بناء علي ما سيتم طرحه والبحث عنه من قِبل الأفراد ،هل هؤلاء مسلمين أم غير مسلمين، هل يفكرون بطريقة صحيحة أم خاطئة..
أولا: إن ادعاء النبوة كفيل للخروج من ربقة الإسلام ولكن الأحمديون يقولون بأن ختم النبوة ليس بمعني آخر الأنبياء إنما هو بمعني أفضلهم ويستدلون ببعض تفسيرات اللغة التي تشير إلي معني خاتم، وفي هذا الأمر مسار فكري شاذ لجأ إليه هؤلاء الناس، إذ لو صح أن المعني الحصري لكلمة خاتم هو الأفضل لكان لزاما عليهم تجاوز المعني الأصيل لكلمة خاتم وهي آخرهم...وبهذا يُنشئون لغة عربية جديدة وتعبيرات جديدة سيضطرون إليها فيما لو كان تأويلهم خاطئا لأنه وباحتمال خطأهم يكونون كفارا بالإسلام....بمعني أن العقائد هي أغلي ما في حياة الإنسان ومن أجلها يعيش، فلو سلم الإنسان حياته في الدنيا والآخرة هكذا وبمنتهي السهولة لتأويل نسبي غير قاطع ولا صريح فأقل ما يُقال علي هذا الإنسان أنه ساذج وأحمق...فالأديان ثوابت وقطعيات ولا مجال فيها للنسبية.
ثانيا: هم يعتقدون بأن المسيح عليه السلام مات وأنه لن ينزل وهم في ذات الوقت يعتقدون بأن نبيهم غلام أحمد هو المهدي والمسيح في نفس الوقت ويستدلون بنصوص الأثر التي تشير إلي قدوم المسيح مخلصا آخر الزمان، وبغض النظر عن خلاف المسلمين في هذا الأمر فقد قرأت خلافا حول النزول والموت ولكن سأشير إلي طريقة تفكير هؤلاء الناس والتي تعبر عن سطحية شديدة لا يرقي إليها العقل المسلم في انحطاطها وتبعثر أفكارها.
1-إن قولهم بأن المسيح هو المهدي قائم علي أثر نبوي ضعيف قيل بأنه مُنكر، ولكن حتي لو صح فهو دليل علي فساد عقولهم إذ ما الذي يُجبرهم علي الإيمان بهذا في ظل احتمالية الخطأ فكافة المسلمون والمحققون يهدمون هذا الأثر النبوي ويقولون عنه أن شاذ وسنده غير مقبول حتي من قبل مولد الميرزا غلام أحمد، فلو اعتددنا بصحته فأكثر ما يُقال عليه بأنه صحيح ولكنه قابل للخطأ، وبالتالي لا يُبني عليه أًصل اعتقادي.
2-وبناءا عليه فيلزمهم القول بأن الميرزا غلام احمد هو نفسه سيدنا عيسي بعد نزوله وبهذا يثبتون أنه لا زال حيا، إذ القرآن قد حكم بأنه لا بعث بعد الموت في الدنيا ولكن في الآخرة، ولو آمنوا بذلك فقد هدموا دينهم بكل بساطة.
3-لو آمن أحمدي بموت المسيح وعدم نزول أي مخلص يوحي إليه بالرسالة آخر الزمان فهذا ضرب لعقيدتهم، ولو آمن أحمدي بموت المسيح ونزول المخلص فمن ذا الذي يعرفه ويجتمع إليه الناس فلو قالوا عرفناه فمن ذا الذي يحكم، فلو افترضت الضلال فيمن لم يبايع فهذا ضرب لوحدة الأمة، والنبي صالحا مصلحا ودعوته إن نتج عنها أي فتنة فهي دعوة فاسدة ولا ريب.
4- لو آمن أحمدي بموت المسيح وفي ذات الوقت يعتقد بأن المسيح هو المهدي فعلي أي رسالة سيبني بها دعوته هذا المسيح فإن لم يأتي بجديد نافع فقد انتُفيت الحجة من وراء وجوده، والثابت أن هذا النبي المزعوم لم يأتي بجديد في إطار الفكر الإسلامي بل جل ما دعا إليه من التجديد هو بذاته ما دعا إليه المجددون من كافة التيارات والمذاهب الإسلامية.....وبهذا أصبح مقلدا لا مُجددا...رائدا من رواد الفكر وليس مفكرا والفارق بينهم هو الفارق بين المقلد صاحب فكرة نسخ الأفكار وادعاء صناعتها والقيام عليها وهو بالأصل مقتبسها عن آخرين وعدم أمانته كانت كفيلة لعدم التصريح وفي ذلك إشارة إلي حب الرياسة والإنتصار للذات عند هذا النبي المزعوم..
ثالثا:يستدل الأحمديون علي نبوة غلام أحمد بظاهرة فلكية ترتبط بكسوف الشمس وخسوف القمر، والبناء علي فكرة فلكية والبناء عليها للقطع في الدين لمنتهي السذاجة..فلو كانت أمرا فرعيا كانشقاق القمر لرسول الله وما دار حولها من إثبات ونفي فهذا مقبول لأن الإيمان بهذه الحادثة لا يترتب عليها كفر أو إيمان ذلك لكونها خاضعة لتأويل القرآن الكريم واحتمالية الخلاف، أما الأحمديون فيبنون أصل معتقدهم علي ظاهرة فلكية هي الدليل القاطع علي صحة رسالة نبيهم ويُبين لك سذاجة تلك الفكرة أن هذه الظاهرة الفلكية غير مرتبطة بالأشخاص لكونها في السماء قد تُأول علي أكثر من وجه،أيضا فأًصل هذه الفكرة هو أثر عن النبي صلي الله عليه وسلم في شأن المهدي ثَبت ضعفه ، ولكن حتي باحتمالية صحته فهذا ليس دليلا لكونه قابل للنسبية وقابلية هذه الفكرة للنسبية تطيح بها من دائرة الأديان إلي دائرة الهرطقات والخزعبلات..ذلك لأن الأديان ثوابت وقواطع لا مجال فيها للنسبيات..
رابعا: يستدل غلام أحمد علي نبوته بأنه مرسل لمحاربة المسيخ الدجال الذي ظهر للناس وقال عنه أنه هو الغرب وأمريكا، وبهذا جعل المخلص فردا والمسيخ الدجال أمة من الأمم وهذه فكرة في منتهي السطحية فلماذا جعلت المهدي شخصا والمسيخ أمة بينما نري أمما مستضعفه تقاوم هذا المسيخ الدجال –بزعمك- وتنتصر عليه في معارك أخري.....إن الإيمان بهكذا فكرة دون إخضاعها للسؤال والتمحيص لمنتهي السذاجة والضحك علي العقول..
خامسا:يري الأحمديون بطلان وجود الجِن كمخلوق من غير مادة خلق الإنسان، وأن الجن المقصود بهم في القرآن هم بشر ولكنهم سابقين ولا حقين للموجود منهم،وفي هذا تكذيب صريح للقرآن الكريم ولكن أيضا بغض النظر عن هذه الفكرة الساذجة أيضا والرد عليها "شرعيا" فعالم الميتافيزيقيا هو عالم غير مشهود والخوض فيه ينتهي بالفرد إلي العدمية، أما كونهم يفسرون الجِن بأنهم بشر فكيف ذلك وهم يؤمنون بأن إبليس من الجن وفي ذات الوقت أمره الله للسجود لآدم فعلي حد قولهم فإن الله خلق بشرا قبل سيدنا آدم وأن الجن هم هؤلاء البشر، فلماذا أيها الأحمديون ينادي الله الإنس في القرآن بخطاب متكرر"يابني آدم"فلو قلت أن آدم بشرا ولكنه ليس أول البشر فهذا يلزم بأن يكون الخطاب المقابل الموجه للجن يكون مصحوبا بأول الجِن فلو كان إبليس علي سبيل المثال لرأينا الخطاب"يابني إبليس"أو" يابني شمهورش"....هذ فكرة أيضا في منتهي السذاجة ولا أتصور كيف لإنسان أن يفكر بهذه الطريقة..
.فالخطاب الموجه للجن في القرآن مصحوبا بإيضاح جِنسهم ولم يحدث أن جاء خطابا لهم أو عنهم مصحوبا بفرد منهم...دعنا أيها القارئ الكريم من أدلة وجود الجن فهي قاطعة ولا مجال فيها للخلاف عند كل من آمن بنبوة رسول الله، ولكن هؤلاء الأحمديون يسعون لإثبات نبوة نبيهم فيضطرون لمخالفة المعقول والمنقول أيضا حتي وصل بهم لإنكار المحكم من القرآن وفي ذات الوقت يؤمنون بصحة الأثر النبوي الضعيف لكونه يثبت-علي حد زعمهم- نبوة نبيهم..أرأيتم أكثر من هذه سذاجة وسطحية؟!
سادسا:يري الأحمديون بأن رسالة نبيهم ودينهم لا تنسخ رسالة الإسلام، بينما في تأويلاتهم القرآنية والتي تبدو أنها تأويلات باطنية ينكرون فيها المسلمات والحقائق قبل أن يتجهوا إلي تجديد الفكر والثقافة ، كمثال إنكارهم للجن والقول علي إبليس أنه بشرا وليس جانا، بالإضافة إلي إسقاط فريضة الجهاد، بالإضافة إلي زرعهم الشقاق بين المسلمين، فلو كانوا بحق غير ناسخين للإسلام -كما يتهربون في دعاويهم- لحرصوا علي ألفة القلوب وتوحيد الصفوف لمواجهة من يسمونه المسيخ الدجال المعروف لديهم بأنه الغرب، أو ادعوا علي أنفسهم بأنهم مجددون فحسب كي لا تطالهم أسهم التكفير والفتنة وهم من أخضعوا عقولهم لنسبية العقائد في تصرف صبياني لا يرقي إلي تميز العقل البشري..
-نشير إلي أن المتعلقات الفكرية بعقائدهم وثقافتهم كثيرة ولم يحضرني إلا هذه الأفكار والتي أراها لديهم رئيسيات لا يصح تجاوزها، أيضا فأي مناقشة أو حوار عقلاني يتطلب أولا الاتفاق علي أطر مشتركة قبيل البحث لأهمية ذلك في إبراز الأفكار الجيدة ومحاصرة الأفكار الباطلة، هذه الأُطر ليس فرضيات ترقي للشروط ولكنها متطلبات الهدف منها الصدق والوصول للحقيقة...وأي حوار مع الأحمديين بهذه الأطر سينتج هدما لعقائدهم إذ الرئيسيات لديهم مُنكرة وفساد الفكرة أدي بهم إلي التعصب لفكرة عقائدية قابلة للنسبية مع من يعدونهم مسلمين وهنا تأتي الأهمية..
فلو كانت تلك الدعوة وهذه النبوة وسط مجتمع مسيحي لجاز لنا قبولها علي الأقل فالنسبية لدي المسيحيين منعدمة وكل مسيحي يعتقد بأن دينه الحق، وهذه الدعوة الأحمدية –بحالها الآن-لو كانت وسط مجتمع مسيحي فهي في مجال القطعي أمام القطعي، أي دين مقابل دين..أما دعوتهم وسط المسلمين وقولهم بأنهم مسلمون ويهدمون أصلا واحدا من الأصول فهم بذلك يهدمون الإسلام برمته في قلوبهم قبل أن يهدموه في مجتمعاتهم فلو صرحوا بأنهم غير مسلمين جاز لنا مناقشة أفكارهم شأنها كشأن بقية الأفكار الناقدة للإسلام او الدين بشكل عام، أما ادعائهم الإسلام مع تلك التأويلات السطحية للمحكم من النصوص فلا يجوز لنا الإعتداد بإسلامهم فهم أنفسهم أقروا بأنهم غير مسلمين عبر إنكارهم للمسلمات والحقائق وهي دعوة بحق إن جاز لنا التعبير ستكون مُدخلا لدي معتنقيها لتطوير عقائهم للإعتقاد بما هو أبشع...والقادم لديهم أسوا إن لم يُحكموا عقولهم قبل قلوبهم..
أخيرا كان بإمكاننا إحالة القارئ الكريم لُكتب أو أبحاث أو مراجع ترد علي هذه الطائفة ونكتفي بذلك، ولكننا أحببنا الإشارة إلي طريقة من طرق تفكير الإنسان فعن طريق تلك الأفكار الساذجة بني الميرزا وأتباعه دينا يعتقدون بأنها فكرة مُجددة للفساد القائم، والحق أنهم لو اتبعوا العقل قبل النقل لتوصلوا إلي سطحية تفكيرهم واستدلالاتهم الإختزالية لعقائدهم.