وقفات مع اسم الله
اللطيف
وهو اللطيف بعبده ولعبده واللطف في أوصافه نوعان
إدراك أسرار الأمور بخبره واللطف عند مواقع الإحسان
فيريك عزته ويبدي لطفه والعبد في الغفلات عن ذا الشان
المعنى اللغوي
لطف بالفتح من البر والتحفي يقال الطفته وألطفه أتحفته
ولطف بالضم من الدقه
وقيل هو ما غمض وخفي إما حقيقته أو معناه
معنى الاسم في حق الله
ينتظم هذا الاسم في ثلاثة معاني:
1- اللطيف : بعباده الرفيق بهم الذي يوصل إليهم مصالحهم بالطرق الخفية
يقول السعدي:
ومن لطفه أنه يسوق عبده الى مصالح دينه , ويوصلها اليه بالطرق التي لايشعر بها العبد ولايسعى فيها ويوصله الى السعاده الابدية والفلاح السرمدي من حيث لا يحتسب
2- اللطيف: الذي لطف علمه ودق حتى أحاط بالخفيات من الأمور
قال ابن السعدي:
اللطيف الذي يدرك بواطن الأشياء وخفياتها وسرائرها
3- الذي لطف عن أن يحاط به أو يدرك بالكنه والكيفية يقول تعالى (( لاتدركه الأبصار # وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير))
من مظاهر لطفه جل وعلا اللطف في القضاء والقدر أنه يقدر عليهم انواعا من المصائب وضروبا من البلايا والمحن فيوفقهم للقيام بوظيفه الصبر فيها ويوجد في قلوبهم حلاوه روح الرجاء وانتظار الفرج لكشف الضر فيخف ألمهم وتنشط نفوسهم ثم ينيلهم رفيع الدرجات وعالي الرتب كما أبتلى يوســــــــف بالسجن فأعطاه الملك
ومن لطفه في قضايا الأرزاق أنه يقدر لهم أرزاقهم بعلمه بمصلحتهم لا بحسب مراداتهم فقد يريدون شيئاً وغيره أصلح فيقدر لهم الأصلح وان كرهوه لطفاً بهم
قال تعالى (( الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز))
إن تأمل لطف الله لنا في شرعه يجعلنا نستأنس به ونمارسه بفرح في جميع الأحوال فلو استشعرت النساء لطف الله بهن بتشريع الحجاب لما كان هناك حجاب للمناسبات وآخر للسوق
وقفه
كل تكليف يكلف الله به عبده يمنخه معه المعونه إذا أداه في وقته إما إذا تلكأ وتكاسل عن أدائها في وقتها رفع الله المعونه عنه فأصبحت العباده ثقيله عليه ولذلك يشعر الانسان بثقل هذا التكليف