نفضة قلب ♥
يتمنى الكثير منَّا أن يبدأ(صفحة جديدة)مع الله تعالى
يكون قوامها الطاعة , والامتثال لأمره سبحانه
وأن تكون تلك الصفحة فارغة من كل ما يغضب الرب تعالى !
,‘
*فخطر الذنوب يكمن في كونها :
مُبعدة عن الله تعالى ، وعن رحمته , مُقربة إلى سخطه والقرب من النار
وكلما استمر العبد في كسب الخطايا كلما ابتعد عن مولاه أكثر .
ولذلك جاءت النصوص الكثيرة تحذر من الذنوب
وتبين عقوباتها , وما أصاب الأمم الماضية إلا بسبب ذنوبها
قال تعالى :
( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ)
(سورة المائدة الآية49)
وقال تعالى :
( أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ )
( سورة الأعراف الآية100) .
الفرصة أمامنا , فماذا يمنعنا من ترك المعاصي ؟!
,‘
أوْصَى أحَدُ السَّلَفِ ابنَهُ فقالَ :
[ يابُنَيَّ، جَدِّدِ السفينةَ فإنَّ البحرَ عميقٌ، وأكْثرِ الزَّادَ فإنَّ السَّفَرَ بعيدٌ، وأحْسِنِ العَمَلَ فإنَّ الناقِدَ بصيرٌ] .
يا ربّ إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بأنّ عفوك أعظم
إن كان لا يدعوك إلاّ محسن * فمن الذي يرجو ويدعو المجرم
أدعوك ربّي كما أمرت تضرّعاً * فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلة إلاّ الرجا* وجميل عفوك ثمّ إنّي مسلم
هُنا (بعض الأمور المعينة على ترك المعاصي)
لابن قيم الجوزية -رحمه الله- :
1/إجلال الله تبارك وتعالى أن يعصى وهو يرى ويسمع ومن قام بقلبه مشهد
إجلاله لم يطاوعه قلبه لذلك البتة .
2/مشهد محبته سبحانه فيترك معصيته محبة له .
3/ مشهد النعمة والإحسان فإن الكريم لا يقابل بالإساءة من أحسن إليه , فليمنعه مشهد
إحسان الله تعالى ونعمته عن معصيته حياء منه أن يكون خير الله وإنعامه نازلا اليه
ومخالفاته ومعاصيه صاعدة إلى ربه .
4/ مصارعة داعي الهوى ومقاومته على التدرج قليلا قليلا حتى يدرك لذة الظفر فتقوى
حينئذ همته , فإن من ذاق لذة شئ قويت همته في تحصيله .
5/ كف الباطل عن حديث النفس واذا مرت به الخواطر نفاها ولا يؤويها ويساكنها , فإنها
تصير أماني وهى رءوس أموال المفاليس ، ومتى ساكن الخواطر صارت أماني ثم تقوى
فتصير هموما ثم تقوى فتصير إرادات ثم تقوى فتصير عزما يقترن به المراد فدفع الخاطر
الأول أسهل وأيسر من دفع أثر المقدور بعد وقوعه وترك معاودته .
6/ قطع العلائق والأسباب التى تدعوه إلى موافقة الهوى وليس المراد أن لا يكون له هوى
بل المراد أن يصرف هواه إلى ما ينفعه ويستعمله في تنفيذ مراد الرب تعالى فإن ذلك
يدفع عنه شر استعماله في معاصيه .
7/صرف الفكر إلى عجائب آيات الله التى ندب عباده إلى التفكر فيها وهى آياته المتلوة
وآياته المجلوة , فإذا استولى ذلك على قلبه دفع عنه محاظرة الشيطان ومحادثته
ووسواسه .
8/ التفكر في الدنيا وسرعة زوالها وقرب انقضائها , فلا يرضى لنفسه أن يتزود منها إلى
دار بقائه وخلوده ما هو أقل نفعاً .
9/تعرضه إلى من القلوب بين أصبعيه وأزمة الأمور بيديه وانتهاء كل شيء إليه على الدوام
فلعله أن يصادف أوقات النفحات .
كما في الأثر المعروف :
[إن لله في أيام دهره نفحات فتعرضوا لنفحاته واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم ]
اسأل الله ان يتوب علينا جمييعا