خُذ بفضل مالك ماشئت من متاعِ الدنيا، التي تشرَأبُ لها الأعناق، ولاتنسى أن تُحصّل بهيبة جاهك ماأردت من مصالح الحياة، التي تريدها النفوس،
غير (( فهمك)) للعلم فلن تستطيعهُ بذلك
وماذاك إلا أنه عزيزٌ في أصله، كريمٌ في عاقبته،ولن تكون قادراً على تحصيل شواردة، وحيازة مُجمله، والإحاطة بدقائقه،
وأنت لم تُقدم له وقتك الثمين، وتعطيه فهمك الوقاد،
وهيهات ثم هيهات أن تكون من أهلهِ وأنت ماضحيت لهُ بوقتك، ولم تقدمهُ على رغبات نفسك ،
وبعيدٌ عليكَ الولوجَ لبابه الكريم دونما إزهاقٍ للهوى، ولن ترد على معينه السلسبيل وأنت مُلازمٌ للراحة،
ولن تذوق طعم نعيمه الجميل بلا تضحية بالمُتخيّل من الأُنس،
والجادة طويلةٌ لاترحب بهُزالى الهمم،
والطريق بعيدٌ لايقبل ضعاف العزائم،
إلا أنهُ من أيقن بحُسن الأوب .. حَمِد السُّرى في الليل،
ومن رأى منارات الهدى بارزة.. أحبّ الجد في السير ،
ياهذا ألا ترضى بقلة المُنافس، وإعراض القوم عن بضاعة الأنبياء ،
ألم تذُق طعم الشُقة، وصاحب المال حيرانَ بماله،لم يستطع بكرائم ماله حِيازة العلم الذي نِلْتَهُ، ولو أنفق منهُ الصنوف لم يبلغ الفهم الذي تحَصّلته ،،
أمارأيت جَمَال التفرّد، يوم أن فُزت بصبر المعاناة. ، كم شَعُرت بوطأة التحصيل، وكم أتعبك كثرةُ الطلب، كم أبرمت من عقود وختمتها بالعزيمة، وكم شيّدت من مسائل وجمّلتها بمواصلة السير،
لوشئت أضعت الوقت مثلهم، وأجممت النفس كحالهم،،
إلا أن كريم الاحتفاء... أبقاك للعلم
وجميل الاجتباء ...ألزمك الفهم
فاعرف قدر النعمة، واستمر في السير،،
ليُفتحَ لك الباب، وتكون من جُملة أولي النُّهى،الذين فازوا بالنعيم الحقيقي في الدارين،